شهادة في حق إخوة جزائريين
شهادة في حق إخوة جزائريين جعلوني اجزم ان الشعب الجزائري في معضمه كان وسيبقي اقرب المقربين للشعب المغربي .
سؤال : تعرف الجزائر في الآونة الأخيرة تطورات لم يكن الكثير من المحللين والمسؤولين يتنبؤون بحدوثها على لا علي المدى القصير وربما حتى على المدى البعيد.
وهي تطورات نتمني ان تكون نتاءجها النهائية في صالح الشعبين الجزائري والمغربي لأننا ،نحن المغاربة ،معنيين بدرجة مباشرة بكل ما يحدث في هذا البلد الجار .
لذلك نود معرفة رأيكم فيما يحدث هناك بصفتكم أحد المسؤولين الذين شاركوا في تدبير العلاقات المغربية الجزائرية في مرحلتي القطيعة أواسط السبعينات والوفاق الاخوي أواخر الثمانينات وما يمكن أن ينتج عن هذا الحراك الشعبي بالنسبة للجزائر و لتطور العلاقات المغربية الجزائرية
جواب : ما يحدث هناك حسب رايي هو مخاض ا شعبي استثنائي بكل المقاييس ، استثنائي لأنه انطلق بطريقة عفوية دون تدخل اجنبي ودون تأطير من هيات معينة ،ولأنه ركز على سلميته لمدة تقارب النصف سنة ،حيت استطاع خلالها ان يحمي نفسه من تدخل أي جهة متطرفة وحتى من المرتزقة الذين كثيرا ما تستعملهم السلطات الأمنية او جهاة معادية في حالات مماثلة للانسياب في تلك المظاهرات والقيام بأعمال تخريبية للمنشآت العمومية والخاصة او للهجوم المبيت علي رجال الأمن لتبرير تدخلهم هؤلاء لاحقا بحجة ضرورة استتباب الأمن .
هو مخاض شعبي استثنائي لانه جاء مسلحا بالتجارب السابقة خاصتا ما عاشه الشعب الجزائري من ويلات العشرية الدامية في متم القرن الماضي وما عاشته معظم الشعوب العربية التي انتفضت ضد بعض حكامها المستبدين فيما أطلق عليه بالربيع العربي في أوائل العشرية الحالية وما آلت إليه تلك الثورات من نكسات وارتدادات وردود أفعال قمعية من طرف ما اصبح يعرف بـجبروت الدولة العميقة .
وقد يستفيد هدا المخاض الشعبي الجزائري كذلك من الانتفاضة المتنورة المباركة للشعب السوداني الذي هو كذلك يصر على قيام دولة مدنية وعلي عزل ومحاسبة منظومة الحكم المستبد السابق ولو علي مراحل
والغريب في الامر هو ان هذا الشعب الجزائري الشقيق الذي كان إلى حين قريب ينعت بالمتنرفز والمتوتر الاعصاب ،ها هو يعطينا درسا في التأني وضبط النفس والتمسك بسلمية احتجاجاته مع الالحاح علي متابعت مطالبه.
سؤال : كيف اذا ترون مستقبل العلاقات المغربية الجزائرية على ضوء التطورات المرتقبة هناك
جواب : أعتقد أنه من المبكر محاولة استشراف آفاق مستقبل العلاقات بين بلدينا في الضروف الحالية ولو انني اشعر بان المستقبل لا يمكن ان يكون أسوأ مما كان عليه
لكن وبصفة عامة اعتقد ان هناك عناصر اساسية لن تسمح للحكام المستقبليين للجزائر مدنيين اصبحوا أو عسكريين بإجراء تحول جذري في موقفهم بالنسبة للمغرب مادام مطلبهم الأساسي يبقى قائم الذات وهو المسعا الذي لم يتغير منذ استقلال الجزائر رغم تغير رؤسائها اقتناعا منهم ان الحل يبقى مرهونا بموقف المغرب النهائي من مطلبهم الأساسي الذي يستحيل التخلي عنه خاصتا بالنسبة لقادة الجيش.
سؤال : وما هو هذا المطلب الرئيسي بالنسبة لهم
جواب : الجواب حسب رأيي وبكل تواضع يستوجب حلقة كاملة للتوضيح وتقديم الشروحات و الإثباتات اللازمة لفرضيته.
فهو موضوع أساسي يمكن ان نتطرق له بالتفصيل في مرحلة قادمة
لكن ما يهمني اليوم هو ادكاء وتقوية ما يشعر به معظم المغاربة من تعاطف مع اخوانهم الجزائريين وهم يخوضون معركتهم السلمية من أجل كرامتهم واسترجاع حقوقهم في اختيار نظامهم وممثليهم بكل حرية .
سؤال : كيف هذا
الجواب : من خلال الإدلاء بشهادة في حق بعض الأخوة الجزائريين نتيجة احداث ومواقف عشتها شخصيا والتي اعتقد انه من واجبي ان أدلي بها إنصافا لهم وحتى يقتنع من لازال منا يؤاخذ الجزائر على موقفها العدائي لنا في ملف الصحراء المغربية ، أن الشعب الجزائري في معظمه يبقى أقرب المقربين من الشعب المغربي رغم ما مورس عليه من ضغوط من طرف قياداته المتتالية وما صب عليه من معلومات مغلوطة حول المغرب والمغاربة طيلة أزيد من أربعين سنة
سؤال : ماذا يجعلك مقتنعا بهذه الخلاصة ؟
جواب : ما جعلني أجزم بأحقيتها هي مجموعة من الإشارات تلقيتها شخصيا على مراحل ولمدة فاقت تلاتين سنة ،سأسردها عليكم باختصار
الشهادة الأولى
في متم شهر نونبر سنة 1975 كنت متواجد بالعاصمة الجزائرية لتمثيل المغرب في مؤتمر وزراء التجارة الأفارقة نيابتاً عن السيد عبد اللطيف الغصاصي الوزير المكلف بالتجارة انداك والدي كنت أقوم بأعمال رئاسة ديوانه .
في تلك المرحلة كانت العلاقات المغربية الجزائرية الرسمية في اقبح حالاتها حيث كان المغرب يسجل نجاحاته المتتالية في عملية استرجاع المناطق الصحراوية الغربية إثر تنظيمه في نفس الشهر للمسيرة الخضراء والتي واكبها إطلاق حملة مسعورة ضد المغرب من طرف الرئيس بومدين وبعض كبار المسؤولين الجزائريين، ستفضي الى ابشع قرار اتخذه المرحوم بومديان في حق عشرات الآلاف من المغاربة المقيمين في الجزائر حيث سيتم طردهم في ظروف مأساوية أقل ما أقول عنها أنها لا تشرف الجزائر وخاصتا حكامه الذين توقعوا ردة فعل مماثلة من طرف المغرب تدفع الشارع الجزائري إلى الاصطفاف بجانب موقفهم العدائي ، لأكن المغرب فطن لهذا المقصد الدنيء ولم يعمل بمبدأ المعاملة بالمثل كما كان منتظرا منه من طرف الحكام الجزائريين .فكانت النتيجة معاكسة تماما حيث ازداد الشعب الجزائري تعاطفا مع شقيقه المغربي
في هذه الأجواء وجدت نفسي بمفردي أعارض تدخلات الوزير الجزائري للتجارة السيد العياشي ياكر الذي حاول بصفته رئيس المؤتمر تمرير مشروع قرار يرفض أحقية المغرب في استرجاع صحرائه و كنت أعارض البت في هذا المشروع مركزا علي ضرورة تطبيق المسطرة التي يعمل بها المؤتمر حيث أن جدول الأعمال المصادق عليه لا يشير إلى أي بند يمكن من خلاله مناقشة هذا الموضوع دا الطابع السيا سي المحض.
وقد احتد النقاش إلى درجة ان وجدت نفسي مدفوعا بشعور جارف وأنا أصرح بكلام اعتبره ممثل تونس انذاك انه « اعلان حرب « موضحا لي أنه تلقى تعليمات من الرئيس بورقيبة لمساندة الموقف المغربي لكنه غير مستعد لمساندة ما جاء في ذلك التصريح.
سؤال : لماذا هذا ؟وبماذا صرحت؟
جواب : هذا موضوع أفضل أرجاء التحدث فيه لمرحلة قادمة ان أردت ذلك .لان مايهمني في الإشارة لهذه الأجواء المتوترة في ذلك المؤتمر هو ان أعطي فكرة عن الظروف التي واكبت ما أسعى لاستدل به من شهادة في حق بعض الإخوة الجزائريين .
ففي تلك الأجواء المكهربة ادا كنت بعد انتهاء الاجتماعات الصباحية والمسائية التحق بغرفتي بأحد فنادق « نادي الصنوبر » بضواحي العاصمة وهو المركب الذي يتضمن مجموعة فنادق وفلل وقاعات الاجتماع التي احتضنت احداها ذلك المؤتمر الوزاري .
ولثلاثة أيام متتالية وفي نفس التوقيت كان يلتحق بي بالفندق حوالي الثامنة الا بضعة دقائق مساء كل يوم ، السيد عبد العزيز خلاف حيث يطلب مني الالتحاق به ببهو الفندق . فكنت انزل من غرفتي والتحق به اعتقادا مني أنه مكلف بإبلاغي شيء معين .
سؤال : من يكون السيد عبد العزيز خلاف هذا ؟
جواب : كان هو من يترأس الوفد الجزائري في ذلك المؤتمر، وهو أحد كبار الأطر في وزارة الطاقة والمعادن بصفته المدير العام للتخطيط أي أحد كبار المساعدين للوزير بلعيد عبد السلام الذي كان يعد في تلك الحقبة احد اقوي وزراء بومدين ،وسيعين السيد خلاف هذا لاحقا وزيرا للتجارة في آخر السبعينات تم وزيرا للمالية في الفترة التي سيتم فيها التقارب بين البلدين أي أواخر الثمانينات إلى أن يحتل المنصب البارز في سلم السلطة أي الكاتب العام لرئاسة الجمهورية في آخر مرحلة حكم الشاذلي بن جديد اوائل التسعينات .
سؤال : وهل كنت تعرفه من قبل ؟
جواب : نعم تعرفت على الأخ عبد العزيز خلاف في عدد من المؤتمرات الاقتصادية التي كنا نشارك فيها كل منا ضمن وفود بلده .ورغم تشنج المواقف في تلك الفترة العصيبة لم أتذكر يوما ان شاهدته يتدخل في تلك الحروب الكلامية التي كتيرا ما طبعت تدخلات الوفدين في كل من تلك المؤتمرات .
سؤال : ادا هدا مسؤول كبير في سلم السلطة الجزائرية .
فماذا كان هدفه من تلك الزيارات المسائية ؟
جواب : هنا بيت القصيد .
كان يطلبني في غرفتي كما سبق الذكر فالتحق به وابادله أطراف الحديث في مواضيع عامة في انتظار معرفة الرسالة التي قد يكون مكلفا بتبليغي إياها ،فإذا به يودعني بعد مضي نصف ساعة تقريبا دون الإفصاح عن سبب زيارته . ترددت الزيارة وفي نفس التوقيت لليوم الثالث على التوالي وكان هو آخر يوم للمؤتمر، حيث بلغت حدة النقاش والتصادم في المؤتمر مستوي القذف والسب الغير مسبوق من طرف رئيس المؤتمر الوزير الجزائري عياشي ياكر ،سامحه الله .
وكما قلت ليس هذا موضوعنا حاليا .
المهم أنني عدت للفندق على أساس ان أغادره في اليوم الموالي لأعود للمغرب .
وإذا بالأخ عبد اللطيف يعاود زيارته لي وفي نفس التوقيت .وعند توديعه لي اصريت هذه المرة على معرفة سبب تلك الزيارات فقلت له :
الأخ عبد العزيز اشكرك على زياراتك هته لكني لم أفهم إطلاقا ما سببها .فنحن نقضي اليوم كلة في قاعة المؤتمر وأنت وأنا في أشد التعب والتوتر نتيجة المسار التصادمي الذي فرضه رئيس المؤتمر والدي اشهد انك لم تشارك فيه رغم تروسك للوفد الجزائري .
وأنا اعلم كذلك أنك تقطن بالعاصمة وان زياراتك لي تؤخر عودتك لبيتك الي ما بعد التاسعة ليلا .
وها أنت تودعني دون أشعاري باي رسالة أو حتى ملاحظة أو تعليق فهل من تفسير؟
ابتسم الأخ عبد اللطيف وقال بكل بساطة « لا شيء لا شيء، ليس هنالك لا رسالة ولا ملاحضة ولا حتى تعليق »
فقلت فكيف أفسر إذا زياراتك هته لمدة ثلاثة أيام وفي نفس التوقيت ؟
سكت طويلا تم ردد »لا شىء لا لشيء » وحاول تقبيلي وتوديعي ، فامتنعت ورفضت ان يودعني دون ان اعرف ما وراء تلك الزيارات وخاصة في الظروف المشحونة بالعداء بين بلدينا
وإذ به يبتسم مرة أخرى ويقول نتيجة إلحاحي « الأخ إدريس خليك من كل ما يحدث فأنا بصراحة كنت اطلب ملاقاتك قبل الثامنة مساء حتى لا تشاهد الأخبار المسائية على التلفزة هدا قصدي لاغير»
فقبلته وعانقته بحرارة وشديت على يديه مطولا وكدت أنفجر فرحا بهذه الالتفاتة من مسؤول كبير في سلم السلطة عمل تلقائيا على إتنائي من مشاهدة وسائل إعلام بلاده وهي تصب جحيم حقدها على بلادي .
وقبل المغادرة ختم كلامه معلقا على الأحداث بما مفاده « خلينا نبقاو اخوة وسيأتي يوم يزول فيه ان شاء الله أسباب هذا التوتر بين كبار مسؤولينا ».
ظل هدا المشهد عالقا بذهني لمدة طويلة حيث سيأتر في سلوكي ويطبع تصرفاتي مستقبلا مع الأخوة الجزائريين بنسبة عالية.
سؤال : انه حقا لامر عجيب وله دلالاته الإيجابية على تزكية شعور التعاطف مع الشعب الجزائري . ومادا بعد؟
جواب : حدث هذا في متم شهر نوفمبر 1975 كما سبق الذكر. وتريد الأقدار ان أتواجد ضمن أول وفد مغربي يصل الى الجزائر بعد اعادة ربط العلاقات بين البلدين سنة 1988 أي بعد قطيعة دامت أكثر من اثنتي عشرة سنة . وعند وصولنا لفندق الميتاف المخصص لاستقبال كبار الزوار الرسميين وعند انفتاح باب المصعد في اتجاه الغرف واذا بالخارج منه هو السيد عبد العزيز خلاف.
يا للصدفة العجيبة قبلني بحرارة دون الانتباه للوزير المغربي السيد عبد الله الازماني الذي كنت واقفا بجواره صحبة الاخ حسن ابو ايوب مدير التجارة الخارجية في تلك الفترة ،وابتسم في وجهي بلطف كعادته قائلا دون مقدمات وكاننا لم نفترق لمدة اثنتي عشرة سنة » شفتي كيف ا السي إدريس ؟ ها ما قلناه يتحقق » تم انصرف بعد أن قدمته للسيد الوزير الذي لم يفهم فحوى ما سمع.
ولم تمضي الا أسابيع معدودة حتى تم تعيينه كأول كاتب الدولة للشؤون المغاربية في إطار اتفاقية اتحاد المغرب العربي الموقعة بمراكش في شهر فبراير سنة 1989 .
كما أرادت الأقدار ان أتواجد معه في عدة محطات أخرى بصفتي رئيس وفد الخبراء المغربي في المفاوضات مع الوفد الجزائري علي الصعيدين الثنائي والمغاربي ،ومنها المشاركة في باخرة الوحدة التي نظمتها جمعية فاس سايس والتي احتضنت وفود من المجتمعات المدنية للدول الأعضاء في اتحاد المغرب العربي حيت قضينا على متنها أزيد من أسبوع وزرنا العواصم المغاربية الخمس .
كما تشرفت باستقباله ببيتي بالرباط بحضور الاخ حسن أبو ايوب،حيث فاتحنا بكل صدق ومودة عن الظروف المالية الصعبة التي تمر بها بلاده في تلك المرحلة كونه كان وزيرا للمالية قبل تعيينه في الشؤون المغاربية .
وانا أدلى بهذه الشهادة في حق احد كبار المسؤولين الجزائريين والتي توضح بجلاء ان الموقف الرسمي للجزائر في تلك المرحلة لم يكن يعبر عن راي موحد للإدارة الجزائرية ضد المغرب .
وهنا سا قول بين قوسين ان ما تكهن بحدوته السيد خلاف لم يخالف الصواب ،لانه وبمجرد عودة التقة بين روساء بلدينا حتي عادت الأمور لطبيعتها الأصلية ، لدرجة ان تعليمات المرحوم الحسن التأني لنا كاول وفد مغربي سيتوجه الي الجزائرللمشاركة في اول اجتماع مغاربي بهدف صياغة مشروع القانون الأساسي للاتحاد المغاربي « اللي اقترحوه الجزائريون أيدوه وحضيو راسكم غير من … »
الشهادة الثانية
وحتى على الصعيد الشعبي سأروي لكم ما عاينته من تعاطف في تلك الزيارة للجزائر أواخر نونبر 1975 والبلدين علي وشك الدخول في حرب مسلحة والحملة الجزائرية العدائية ضد المغرب متاججة وفي أعلى ذروتها فقبل اجتماع الوزراء الافارقة المشار اليه اعلاه تم اجتماع تحضيري علي مستوى الخبراء بنادي الصنوبر وكان أعضاء الوفد المغربي لايبرحون مغادرة الفندق ولا يجرؤون علي التحدث مع اي جزائري نتيجة الحملة المسعورة المتداولة في كل وسائل الاعلام الرسمية، في هذه الأجواء حضرت لبالي فكرة غريبة وهي ان آد هب للملعب الشرفي لمشاهدة مبارة لكرة القدم كوني شغوف بهذه اللعبة وخاصتا كوني اريد التأكد بنفسي مما ينسب في تلك الأجواء للشعب الجزائري من عداء للمغاربة، واصريت على ذلك رغم معارضة كل أعضاء الوفد المغربي الذين كانوا مقتنعين أنني سأعرض نفسي للتهلكة ،في حين كنت اشعر بعكس ما يتوقعون.
فطلبت من السائق للسيارة الرسمية المخصصة للوفد المغربي أن ياخدني للملعب في اليوم الموالي. فتعجب من طلبي وعاد الي ربما بعد أخذ الموافقة من مسووليه الأمنيين في الوقت المحدد . وبمجرد دخولي السيارة عمل السائق مباشرة علي إغلاق مدياع الراديو الذي كان يستمع إليه قبل وصولي ، فقلت له مازحا « خلينا يا اخي نسمع الراديو » فلم يرد ولم يمتثل لطلبي كون الأخبار بمعضم محطات الراديو كانت كلها موجهة ضد المغرب،وعندما الحيت عليه لا ستشعرموقفه سكت مطولا ثم قال « خاطيك » لم افهم قصده بالضبط كون هدا التعبير قليل التداول لدينا ، لكنني شعرت وكأنه يقول لي « خلي عليك هدا الموضوع » وسكت طول مسافة الطريق اي ما يناهز ساعة الي ان وصلنا للملعب .كان هناك زحام خيالي امام شباك بيع التذاكر، فطلبت من السائق ان يأخذني لباب دخول الرسميين ، فتعجب لطلبي .وهنا ك وجدت كدالك زحمة لا تصدق والباب الكبير مقفول ومن خلفه مسؤول يرفض حتى التحدث لمخاطبيه، مكتفيا بإدخال حاملي بطاقات المدعوين . فاقتربت منه بعد عناء وبشدة الانفس وقلت بصوت عالي انا مغربي ضمن وفد رسمي واود مشاهدة المباراة .اندهش كل من حولي وكذلك المسؤول خلف باب الدخول ،الذي كان يرفض الجواب علي أي طلب يقدم إليه. نظر إلي بتمعن وتعجب تم قال لي » انتضر » تم غاب تاركا الجميع يصيح في تزاحم شديد ،تم عاد مرفوقا بشخص لم يقدم لي نفسه مكتفيا بالقول ودون مقدمات أو أسئلة « تفضل « تم أخذني معه وإذا بي جالس بجانبه في المنصة الرسمية .فهمت انه احد كبار المسؤولين عن الجامعة وربما رئيسها .لم يجرا هدا الأخير علي مكالمتي طيلة المبارة واكتفى بمرافقتي لباب المركب الرياضي مودعا ب » أهلا وسهلا ».
عندما قصصت ما حدث على أعضاء الوفد المغربي اتر عودتي للفندق لم يصدقني أحد منهم .حيث كانو يتوقعون انه سيرمي بي في إحدى التعاريج الملتوية في الطريق الي العاصمة ، نتيجة حدوث حادثة سير مفتعلة.
الشهادة الثالثة
أسابيع قليلة بعد هدا المؤتمر وجدت نفسي بتونس العاصمة حيث عينت ممتلا للمغرب في إطار اللجنة الاستشارية الدائمة للمغرب العربي والتي أنشئت أواسط الستينات بهدف دراسة واقتراح الحلول الناجعة لتحقيق الاندماج الاقتصادي المنشود انداك بين الدول الأعضاء على غرار ما قامت به عدد من الدول الأوروبية بأحداث كتابتها العامة ببروكسيل . وطيلة سنتي-1977 1976 كان مكتبي بالأمانة العامة بجوار ممتلئ كل الدول الأعضاء ومن ضمنهم طبعا ممتل الجزائر . وللتذكير كانت سنة 1976 اخطر سنة عرفتها العلاقات المغربية الجزائرية حيت استعملت فيها الطائرات الحربية وتم فيها القبض على ما يقارب الماة من سجناء عسكريين وكادت تلك المناوشات أن تقضي في « إمكاالاً » أوائل نفس السنة إلى مواجهة مفتوحة بين البلدين . في هده الأجواء التصادمية الخطيرة كان ممثل الجزائر الأخ محمد العربي يزورني في مكتبي ويحاول إعطاءي الشعور ًًكون ما يحدث إنما هو نتيجة تباين في المواقف و المصالح علي مستوي القيادة في بلدينا « الأخ محمد العربي كان من كبار المسؤولين المقربين هو كدالك من المرحوم بلعيد عبد السلام واقولها بصراحة ضل طيلة تلك السنتين اقرب واصدق واحد ضمن الممتلين الثلاثة الآخرين المتواجدين معي يوميا بنفس المقر.
الشهادة الرابعة
عندما عينت سفيرا بدولة الكويت في متم سنة 1996 وفي معظم اللقاءات التي يحضرها السفراء، كان السفير الجزائري متحفظا شىء ما في علاقته معي .لكنني ضللت أستدعيه لكل حفل انضمه ،رسميا كان أو حتي خاصا . ومع مرور الشهور توطدت علاقتنا واصبح يزورني في مكتبي لتناول الشاي . وفي إحدى الزيارات توصل بمكالمة من الجزائر بعدها اخبرني ان مخاطبة هو مدير الشؤون العربية بوزارة الخارجية .وكم كنت سعيدا عندما علمت منه ان هدا المدير والدي هو رئيسه المباشر ،اسمه عبد الحميد بوزاهير.
لم يصدق انني كنت اعرفه فعاود الاتصال به ليخبره انه بمعيتي وجعلني اتحدث معه مطولا ، تم عند استرجاع السماعة مني والتحد ت اليه مجددا ، فاجأني بالقول بعد إغلاق المكالمة » السي ادريس ليس لي علم بالعلاقة الوثيقة التي تجمعكما لهده الدرجة .لقد أعطاني بخصوصك تعليمات مفادها » اللي قال لك السي إدريس واللي اقترح في أي موضوع سير معاه بدون تخفض «
« حدت هدا سنة 1997 رغم ان العلاقات بين بلدينا كانت متوترة من جديد خاصتا منذ مقتل المرحوم الرئيس بوضياف سنة 1992 وإغلاق الحدود سنة 1994.
سؤال : من يكون السيد عبد الحميد بوزاهر
جواب : السيد عبد الحميد كان مدير مساعد بإدارة الشؤون العربية ،وبهذه الصفة كان هو من ترأس أول فوج جزائري للخبراء زار المغرب إثر عودةالعلاقات بين البلدين في أوائل اكتوبر 1988. ولحسن الصدف كنت ،نتيجة مسؤولياتي بوزارة الخارجية مكلفا بقيادة الوفنً المغربي علي مستوى الخبراء في ذلك اللقاء التاريخي. دون الدخول في التفاصيل سأكتفي بسرد الحدث دا العلاقة بموضوعنا. ونحن في قاعة الاجتماع الأول بين الوفدين اتصل بي رئيسي المباشر ،السيد رفيق الحداوي المدير العام للتعاون الدولي ، ليسألني هل الوفد الجزائري على علم بما يحدث ببلادهم .فأجبت بالنفي ،فإذا به يخبرني بما يحدث من انتفاضة شعبية عنيفة في الجزائر العاصمة وان معظم القنوات الفرنسية تنقلها على المباشر.
سؤال : ماهي انتفاضة أكتوبر 1988؟
جواب : صحيح كانت هي أكبر انتفاضة للشعب الجزائري مند استقلاله والتي على اثرها سيوضع حدا للنظام المعمول به في الجزائر منذ الاستقلال أي نظام الحزب الواحد وهيمنة القطاع العام على كل مفاصل الدولة ،حيث ستدشن الجزائر نظام التعددية الحزبية والنقابية والتفتح على النظام الاقتصادي الحر ،الشيء الذي سيضفي في اول انتخابات تعددية لبروز وهيمنة الحركة الإسلامية وما تلاها من مآسي العشرية السوداء الدامية .
سؤال : مادا حدت ؟ هل تا بعتم اجتماعاتكم ؟
جواب : كنا في بداية اول اجتماع .طلبت استراحة للتشاور وفاتحت بمكتبي الأخ عبد الحميد فيما يحدث وتركت له طبعا حق التصرف بالنسبة لاجتماعاتنا .فطلب مني رفع الاجتماع والعودة بهم للفندق « صومعة حسان » علي عجل.رافقت الوفد الي الفندق فوجدنا السيد عبد الحميد مهري سفير الجزائر في الانتظار .
وأمام تبعتر البرنامج الرسمي اقترحت عليهم بعد ان شاهدنا على قناة تلفزية فرنسية مشاهد مروعة لدالك الانفجار الجماهيري ولما واكبه من تحطيم للمنشأة وإبرام النار في مؤسسات الدولة حيت شاهد معنا مدير التجارة مقر عمله وهو يحترق ،اقترحت عليهم ان نلتقي مساء ببيتي علي ان يقومو بالاتصالات الممكنة والمشاورة لمعرفة ما يمكن فعله .
وبعد مأدبة العشاء الذي نظمتها السيدة عقيلتي في ظرف قياسي وبعد التشاور بين أعضاء الوفد المتكون من اكتر من تلاتين مسؤول في معظم القطاعات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ،اهتدي الجميع الي ضرورة العودة في أقرب الآجال الي الجزائر .
وبما ان حركة الطيران كانت قد توقفت ،اقترحت عليهم العودة بسيارات الوزارة آلي غاية الحدود البرية .وكان علي ان ادبر اللوجستيك من سائقين وبنزين في يوم عطلة السبت وغياب المسؤولين عن هده الجوانب التنظيمية .
وبعد هدوء هذه العاصفة التي كادت ان تدخل الجزائر في دوامة عدم استقرار، أخدنا من جديد تنضيم اللقاءات على الصعيد الثنائي و المغاربي وأصبحنا نعمل كفريق واحد أنا والأخ عبد الحميد ، حيث نظمنا الاجتماع الأول لللجنة المغربية الجزائرية وكذلك اجتماعات متتالية بكل عواصم دول المغرب العربي للتشاور وبلورة مشروع مسودة القانون الأساسي للاتحاد المغاربي ألدي صودق عليه في فبراير 1989 بمراكش من طرف رؤساء الدول الخمس الأعضاء .
وأنا اشهد اليوم ان التعاطف الذي عبر عنه أعضاء الوفد الجزائري والعديد من كباز المسؤولين الدين شاركو في المفاوضات في تلك الفترة الذهبية بما فيهم السيد بلعيد بسايح وزير الخارجية وقبله احمد الطيب الإبراهيمي، ابانو لنا عن مودة صادقة وتلقائية وعن تفاعل بناء وإرادة راسخة في تفعيل برامج التعاون التي اتفقنا عليها في تلك المرحلة.
سؤال : وماذا حدت ؟ ما ألدي أوقف هذه البرامج ؟
الجواب : المشكل حسب رايي يكمن في أزمات ثقة بين القيادة في البلدين .فعندما التأمت الثقة بين المرحومين الشاذلي بن جديد والحسن الثاني رأينا هذا التقارب المذهل الذي اشرت اليه اعلاه ،وكذلك كان عند تعيين المرحوم بوضياف سنة 1992.
لكن بعد اغتيال هذا الأخير انعدمت الثقة مرة أخرى وعلقت كل التفاهمات التي علي اثرها انطلق ذلك المسلسل الذهبي من برامج التعاون السابقة الذكر.
سؤال : وهل من تفسير لغياب هذه الثقة حاليا رغم التغييرات التي طرأت علي هرم السلطة في البلدين ؟
جواب : هذا موضوع أساسي يطول شرحه وليس هو المقصود في الألداء بهده الشهادة في حق الأخوة الجزائريين وأنا مستعد لإبداء رايي فيه في مرحلة قادمة ،عند الاقتضاء .
إدريس غالي الكتاني
سفير سابق
Traduction
Quelques témoignages en faveur des frères algériens qui m’ont fait affirmer que le peuple algérien dans son ensemble était et restera le plus proche du peuple marocain.
Question : Vous savez que l’Algérie a récemment connue des développements que de nombreux analystes et responsables n’avaient pas prédit à court terme et peut-être même à long terme. Ce sont des développements qui, nous l’espérons, seront dans l’intérêt des peuples algérien et marocain parce que nous, Marocains, sommes directement concernés par tout ce qui se passe dans ce pays voisin. Par conséquent, nous aimerions savoir ce que vous pensez de ce qui se passe là-bas en tant que l’un des responsables qui ont participé à la gestion des relations maroco-algériennes dans les deux phases de la rupture des relations au milieu des années 1970 et de la réconciliation fraternelle de la fin des années 1980 et de ce qui pourrait résulter de ce soulèvement populaire pour l’Algérie et pour les relations maroco-algériennes?
Réponse : Ce qui se passe là-bas, à mon avis, est un soulèvement populaire exceptionnel à tous points de vue, exceptionnel parce qu’il s’est déclenché de manière spontanée, sans ingérence étrangère et sans encadrement de certains organes, et parce qu’il a conservé son caractère pacifique pendant près de six mois, au cours de laquelle il a pu se prémunir de toute tendance ou parti extrémiste et même des mercenaires ou des fauteurs de troubles souvent utilisés par les autorités sécuritaires dans des situations similaires à celles de ces manifestations et qui commettent exprès des actes de sabotage des biens publics et privé ou s’attaquent à des agents de sécurité pour justifier leur intervention ultérieure sous prétexte de la nécessité du maintien de l’ordre.
C’est un soulèvement populaire exceptionnel parce qu’il est venu armé d’expériences antérieures, en particulier celle de la décennie sanglante vécue par le peuple algérien au siècle dernier et les réactions oppressives de la plupart des peuples arabes qui se sont soulevés contre certains de leurs dirigeants autocrates lors de ce qu’on a appelé le Printemps Arabe au début de l’actuelle décennie et les revers et les réactions répressives vécues par les peuples arabes en raison de la tyrannie de l’État profond. Ce soulèvement populaire algérien peut également bénéficier de l’expérience du soulèvement éclairé du peuple soudanais, qui aspire également à établir un État civil et à se débarrasser de son ancien régime tyrannique, même par étapes, et ce qui est étrange, c’est que ce peuple algérien frère, qui jusqu’à récemment avait la réputation d’une peuple impatient et aux réactions incontrôlées, nous donne ici une leçon de prudence et de retenue et s’en tient au caractère pacifique de ses protestations tout en maintenant ses revendications.
Question : comment si vous voyez l’avenir des relations maroco-algériennes à la lumière des développements attendus ?
Réponse : Je pense qu’il est trop tôt pour essayer d’envisager l’avenir des relations entre nos deux pays dans les circonstances actuelles bien que je pense que l’avenir ne peut pas être pire, mais en général je pense qu’il y a des éléments de base qui ne permettront pas aux futurs dirigeants de l’Algérie, civils ou militaires, d’opérer un changement radical dans leur attitude vis-à-vis du Maroc tant que leur souhait de base reste le même et qui n’a pas changé depuis l’indépendance de l’Algérie malgré la succession de plusieurs présidents, tous convaincus que la solution reste tributaire de la position finale du Maroc relative à leur exigence fondamentale, qu’ils sont incapables d’abandonner, en particulier pour les chefs de l’armée.
Question : Comment êtes-vous arrivé à cette conclusion ?
Réponse : En témoignant en faveur de certains frères algériens à la suite d’événements et de situations que j’ai vécus personnellement, que je crois qu’il est de mon devoir de leur rendre justice en toute équité, et de convaincre ceux d’entre nous qui blâment encore l’Algérie pour son attitude hostile à notre égard dans le dossier du Sahara marocain, que le peuple algérien reste pour la plupart proche du peuple marocain malgré la pression exercée sur lui par ses dirigeants successifs et la désinformation qui a été déversée sur lui ) propos du Maroc et des Marocains depuis plus de quarante ans.
Question : Et quelle est alors cette exigence principale ?
Réponse : La réponse à mon humble avis nécessite un épisode entier en vue de clarifier et exposer les explications et des preuves nécessaires pour mettre à plat cette théorie. C’est un sujet fondamental que nous pourrons aborder en détail à un stade ultérieur, mais ce qui me préoccupe aujourd’hui, c’est de renforcer le sentiment de sympathie ressentie par la plupart des Marocains envers leurs frères algériens alors que ces derniers s mènent leur bataille pacifique pour leur dignité et retrouvent leurs droits de choisir librement leur régime politique et leurs représentants.
Question : Comment ?
Réponse : En apportant des témoignages en faveur de certains frères algériens à la suite d’événements et de situations que j’ai vécues personnellement, je crois qu’il est de mon devoir de leur rendre justice en toute équité, et de convaincre ceux d’entre nous qui blâment encore l’Algérie pour son attitude hostile à notre égard dans le dossier du Sahara marocain, que le peuple algérien demeure globalement très proche du peuple marocain malgré la pression exercée sur lui par ses dirigeants successifs et la désinformation qui est déversée sur ce peuple algérien à propos du Maroc et les Marocains depuis plus de quarante ans.
Question : Comment êtes- vous devenu convaincu de cette conclusion?
Réponse : Ce qui m’a fait affirmer sa validité est un ensemble de signaux que j’ai personnellement reçus par étapes et depuis plus de 30 ans, que je vais vous les énumérer brièvement.
Premier témoignage :
A la fin du mois de Novembre 1975, j’étais à Alger pour représenter le Maroc à la Conférence des ministres africains du Commerce, où je représentais M. Abdellatif Ghissassi, ministre chargé du commerce, et dont j’étais le directeur de cabinet.
À ce moment-là, les relations officielles maroco-algériennes étaient au plus mal, le Maroc enregistrant ses succès successifs dans le processus de reconquête de ses provinces du Sahara occidental à la suite de l’organisation pendant le même mois de la Marche verte, qui s’est accompagnée du lancement d’une campagne frénétique contre le Maroc par le président Boumediene et certains hauts responsables algériens, ce qui conduira à la pire décision prise par feu Boumediene contre des dizaines de milliers de Marocains résidant en Algérie, d’où ils seront expulsés dans des circonstances tragiques qui n’honorent pas l’Algérie et surtout ses dirigeants, qui s’attendaient à une réaction similaire de la part du Maroc, ce qui devait selon eux pousser la rue algérienne à s’aligner sur leur attitude hostile, mais le Maroc avait compris le stratagème et n’a pas décidé d’appliquer la réciprocité attendue de lui par les dirigeants algériens, Le résultat a été tout le contraire puisque le peuple algérien a accru sa sympathie pour son frère marocain.
Dans cette atmosphère, je me suis retrouvé seul à m’opposer aux interventions du ministre algérien du Commerce, M. Ayashi Yaker, qui, en tant que président de la conférence, a tenté d’adopter un projet de résolution rejetant le droit du Maroc à récupérer son Sahara, et j’étais opposé à la discussion de ce projet, en mettant l’accent sur la nécessité d’appliquer les règles de la conférence, puisque l’ordre du jour approuvé ne faisait aucunement référence à un point à travers lequel ce sujet pouvait être débattu car il est de nature purement politique.
Le débat s’est intensifié au point que je me suis retrouvé animé par un sentiment de malaise et j’ai prononcé des mots que le représentant de la Tunisie considérait à l’époque comme une « déclaration de guerre », m’expliquant qu’il avait reçu des instructions du président Bourguiba pour soutenir la position marocaine mais n’est pas prêt à soutenir ma déclaration..
Question : Pourquoi et qu’est-ce que vous avez dit?
Réponse : C’est un sujet dont je préfère parler plus tard si vous voulez bien, parce que ce qui m’intéresse en faisant référence à cette atmosphère tendue dans cette conférence, c’est de donner une idée des circonstances qui ont accompagné mon témoignage à l’égard de certains frères algériens.
Dans cette atmosphère électrifiée , Après la fin des réunions du matin et de l’après-midi, je rejoignais ma chambre dans un des hôtels du « Club des Pins » à la périphérie de la capitale, qui comprend un groupe d’hôtels, des villas et de salles de réunions, dont l’une avait accueilli cette conférence ministérielle.
Pendant trois jours consécutifs et à la même heure , j’étais rejoint à l’hôtel vers 20h00 par M. Abdelaziz Khallaf , qui me demandait de venir à la réception de l’hôtel. Je descendais donc de ma chambre et je le rejoignais avec la conviction qu’il était chargé de m’informer de quelque chose de particulier.
Question : qui était ce M. Abdelaziz Khallaf ?
Réponse : C’était le chef de la délégation algérienne à cette conférence, et est l’un des cadres supérieurs du ministère de l’Énergie et des Mines, en sa qualité de directeur général de la planification et aussi un des principaux collaborateurs du ministre Belaid Abdeslam, qui à l’époque était considéré comme l’un des ministres les plus forts de l’appareil de Boumediene, et M. Khallaf sera nommé Ministre du Commerce à la fin des années 1970 et ensuite Ministre des Finances pendant la période où les deux pays se sont rapprochés de la fin des années 1980 jusqu’à ce qu’il occupe la position de premier plan dans l’échelle du pouvoir, c’est-à-dire le Secrétaire Général de la Présidence de la République à la fin du mandat de Chadli Benjdid au début des années 1990.
Question : Et vous le connaissiez avant ?
Réponse : Oui. J’ai rencontré le frère Abdul Aziz lors d’un certain nombre de conférences économiques auxquelles nous avons participé dans chacune de nos délégations. Malgré les attitudes tendues de cette période difficile, je ne me souviens pas l’avoir vu intervenir dans cette guerre des mots, qui a souvent marqué les interventions des deux délégations à chacune de ces conférences.
Question : Il s’agit donc d’un haut fonctionnaire au sein du Pouvoir algérien. Quel était son but pendant ces visites du soir?
Réponse : Voici le point crucial de l’affaire. Il me demandait dans ma chambre comme mentionné ci-dessus, alors je le rejoignais et j’échangeais avec lui des conversations sur des sujets généraux, en attendant de savoir quel message il pourrait être chargé de me transmettre, alors il me disait « au revoir » après environ une demi-heure sans révéler la raison de sa visite. Ces visites se sont succédées chaque jour à la même heure et le troisième jour , qui était le dernier jour de la conférence, où l’intensité de la confrontation verbale lors de la conférence avait atteint son paroxysme ( calomnies et insultes sans précédent de la part du président de la conférence, le ministre algérien Ayachi Yaker, qu’Allah lui pardonne. Comme je l’ai dit, ce n’est pas notre sujet pour le moment.
L’important est que je suis retourné à l’hôtel avec l’intention de quitter le lendemain vers le Maroc. Cependant le frère Abdellatif est encore venu me rendre visite à la même heure que les jours précédents et quand il m’a dit au revoir, j’ai insisté cette fois pour connaître la raison de ces visites, alors je lui ai dit: Frère Abdelaziz, je vous remercie pour vos visites, mais je n’ai pas encore compris leur raison. Je sais aussi que vous vivez dans la capitale et que vos visites à moi retardent votre retour chez vous jusqu’après 21h00.m. Et maintenant, vous me dites au revoir sans m’avertir d’aucun message ou commentaire, de quoi s’agit-il au juste ? Le frère Abdellatif sourit et dit tout simplement : « Il n’y a ni message, ni observation, ni commentaire »
Alors, j’ai dit, comment puis-je expliquer vos visites pendant trois jours consécutifs et à la même heure?
Il est resté silencieux pendant longtemps et il a répété « Non, il n’y a rien », et a essayé de m’embrasser et de me dire au revoir, alors je me suis abstenu et j’ai refusé de dire au revoir sans savoir ce qui se cachait derrière ces visites, surtout dans les circonstances chargées d’hostilité entre nos deux pays. En souriant à nouveau et à la suite de mon insistance il a fini par déclarer « Frère Idriss, oubliez tout ce qui se passe, je demandais honnêtement à vous rencontrer avant 20 heures pour que vous ne regardiez pas les informations du soir à la télévision algérienne ». j’ai éclaté de rire en lui serrant fortement la main, en constatant un telle attitude de la part d’un haut fonctionnaire au sein du pouvoir qui a automatiquement manœuvré pour m’éviter de regarder les médias de son pays qui déversaient une sacrée haine sur le mien.
Avant de partir, il a conclu en commentant les événements : « Restons frères et il viendra un jour où, espérons-le, les raisons de cette tension entre nos hauts responsables vont disparaître. »
Cette scène est demeurée longtemps ancrée dans mon esprit, car elle va conditionner mon comportement et va imprimer fortement mes actions futures avec les frères algériens.
Question : C’est vraiment une attitude étrange et qui a des significations positives sur les sentiments de sympathie pour le peuple algérien. Quelle a été l’étape suivante?
Réponse : Cela s’est produit en novembre 1975, comme mentionné ci-dessus. Les circonstances ont voulu que je fasse partie de la première délégation marocaine à arriver en Algérie après la reprise des relations entre les deux pays en 1988, après une rupture de plus d’une douzaine d’années. Lorsque nous arrivons à l’hôtel Mataf, dédié à recevoir des visiteurs officiels de haut niveau, lorsque la porte de l’ascenseur s’ouvre en direction des chambres, je me suis trouvé nez à nez avec M. Abdelaziz Khalaf. Quelle étrange coïncidence.
Il m’a embrassé chaleureusement sans prêter attention au ministre marocain, M. Abdellah Azmani, qui se tenait à côté de lui en compagnie du frère Hassan Abu Ayoub, directeur du commerce extérieur à l’époque, et m’a souri doucement comme d’habitude, disant sans introduction, comme si nous ne nous étions pas séparés depuis douze ans : « Avez-vous vu comment M. Idris? Voici ce que nous avons dit qui commence à se réaliser» Il est parti après que je l’ai présenté au ministre qui n’a pas saisi le vrai sens de ce qu’il venait d’entendre.
Il ne lui fallut que quelques semaines avant d’être nommé premier secrétaire d’État aux affaires maghrébines en vertu de l’accord sur l’Union du Maghreb Arabe signé à Marrakech en février 1989. Le destin a également voulu que je sois avec lui dans plusieurs autres situations en tant que chef de la délégation d’experts marocains dans les négociations avec la délégation algérienne aux niveaux bilatéral et maghrébin, notamment en participant au voyage du Navire de l’Unité organisé par l’Association Fès Sais, qui a accueilli des délégations des sociétés civiles des États membres de l’Union du Maghreb arabe où nous avons passé plus d’une semaine à bord et visité les cinq capitales maghrébines. J’ai également eu l’honneur de le recevoir chez moi à Rabat en présence de Hassan Abou Ayoub, où il s’est ouvert à nous avec sincérité à propos des difficultés financières que traversait on pays à ce stade parce qu’il était ministre des Finances avant sa nomination dans les affaires maghrébines. J’ai tenu à apporter ce témoignage à l’égard d’un haut responsable algérien, et qui montre clairement que la position officielle de l’Algérie à ce stade ne reflétait pas une attitude commune des autorités algériennes contre le Maroc.
Et ici je dirai entre parenthèses que ce qui avait été prédit par M. Khalaf était conforme au bon sens, car dès que la confiance entre les chefs de nos deux pays est revenue, les relations sont redevenues normales.. A tel point que les instructions de feu Hassan II à la première délégation marocaine qui s’est rendue en Algérie pour participer à la première réunion du Maghreb dans le but de rédiger les statuts de l’Union maghrébine fut : «Ce que les Algériens proposent, vous le soutenez et faites seulement attention à…… »
Deuxième témoignage :
Même au niveau populaire, je vais vous dire la sympathie que j’ai vue lors de cette visite en Algérie fin novembre 1975, pendant que les deux pays étaient sur le point de se faire la guerre armée et que la campagne hostilité médiatique algérienne contre le Maroc était à son comble, avant la réunion des ministres africains mentionnée ci-dessus, une réunion préparatoire s’est tenue au niveau des experts au Club des Pins, et les membres de la délégation marocaine n’ont pas quitté l’hôtel et n’ont osé parler à aucun Algérien à la suite de la campagne frénétique qui a circulé dans tous les médias officiels.
Dans cette atmosphère, j’ai pensé à une idée étrange : Aller au stade d’honneur regarder un match de football parce que je suis passionné par ce sport, d’autant plus que je voulais m’assurer par moi-même de ce qui est attribué dans cette atmosphère au peuple algérien comme hostilité envers les Marocains, j’ai insisté à y aller malgré l’opposition de tous les membres de la délégation marocaine qui étaient convaincus que je m’exposerais à de grands risques alors que dans mon for intérieur je ressentais le contraire de ce qu’ils attendaient.
J’ai demandé au chauffeur de la voiture officielle de la délégation marocaine de m’emmener au stade le lendemain. Il a été surpris par ma demande et s’est retourné vers moi, peut-être après avoir reçu l’approbation de ses agents de sécurité à temps. Dès que je suis monté dans la voiture, le chauffeur a directement fermé la radio qu’il écoutait avant mon arrivée, alors je lui ai dit en plaisantant : « Laissez-nous, mon frère, écouter la radio » et il n’a pas répondu et n’a pas accédé à ma demande parce que les informations ans la plupart des stations de radio étaient hostiles au Maroc, et quand j’ai insisté pour sentir sa propre attitude il s’est tu longuement avant de me dire « Khatek » je n’ai pas compris exactement ce qu’il voulait dire parce que cette expression est peu utilisée chez nous, mais j’avais l’impression qu’il me disait « laissez-tomber ce sujet » et après presque une heure de trajet nous sommes arrivés au stade, où il y avait une foule immense devant la billetterie, alors j’ai demandé au chauffeur de m’emmener à la porte d’entrée des officiels, alors il a été surpris par ma demande. Là aussi il y avait une foule immense et la porte fermée et derrière un homme se tenait debout qui ne laissait entrer que les porteurs d’invitations officielles, auquel j’ai annoncé à haute voix que je suis marocain dans une délégation officielle et que j’aimerais assister au match, Il m’a regardé attentivement et m’a dit « Attendez un peu », il s’est absenté un instant avant de revenir accompagné d’un homme qu’il ne m’a pas présenté et qui m’a dit tout de suite : était absent laissant tout le monde crier dans une foule intense, est revenu accompagné de quelqu’un qui ne s’est pas présenté et qui m’a dit « Je vous en prie, suivez -moi, et quelques instants après j’étais assis à cote de lui dans la tribune officielle , j’ai deviné que c’était un haut responsable de la fédération de football et peut être même son président. Pendant tout le match il m’a dit un seul mot : « Bienvenue ».
Quand j’ai raconté mes péripéties aux membres de la délégation marocaine après mon retour à l’hôtel, aucun d’entre eux ne m’a cru, car ils s’attendaient à ce qu’on me jette dans l’un des virages de la route qui mène à la capitale, à la suite d’un accident de la circulation fabriqué.
Troisième témoignage :
Quelques semaines après cette conférence, je me suis retrouvé à Tunis, où j’ai été nommé au Maroc dans le cadre du Comité consultatif permanent du Maghreb, créé au milieu des années 1960 dans le but d’étudier et de proposer des solutions efficaces pour réaliser l’intégration économique souhaitée entre les États membres, à l’instar de ce qu’ont fait des pays européens en installant un secrétariat général à Bruxelles. Tout au long de la période 1977-1976, mon bureau au Secrétariat général a été à côté de ceux des représentants de tous les États membres, y compris, bien sûr, le représentant de l’Algérie. Pour rappel, 1976 a été l’année la plus dangereuse dans les relations maroco-algériennes où des avions de guerre ont été utilisés et près d’une centaine de prisonniers militaires ont été arrêtés, et ces escarmouches ont failli se transformer à Amgala au début de la même année en une confrontation ouverte entre les deux pays. Dans cette dangereuse atmosphère de confrontation, le représentant de l’Algérie, le frère Mohamed Al Arabi, très proche à l’époque de Belaid Abdeslam, me rendait visite dans mon bureau et essayait de me convaincre que ce qui se passait n’était que le résultat d’une différence d’attitudes et d’intérêts au niveau des dirigeants dans nos deux pays.
Je dis-le franchement, pendant toutes ces deux années, il a été le plus proche et plus honnête parmi les trois autres représentants qui étaient avec moi tous les jours dans le même bâtiment.
Quatrième témoignage :
Lorsque j’ai été nommé ambassadeur au Koweït en 1996 et dans la plupart des réunions auxquelles ont assisté les ambassadeurs, l’ambassadeur algérien était quelque peu réticent dans ses relations avec moi, mais j’ai continué à l’inviter à chaque occasion ou évènement, officiel ou privé. Au fil des mois, notre relation s’est renforcée et il a commencé à me rendre visite dans mon bureau pour prendre le thé. Lors d’une de ces visites, il a reçu un appel téléphonique depuis l’Algérie et m’a dit ensuite que son interlocuteur était le Directeur des affaires arabes du ministère des Affaires étrangères, son supérieur hiérarchique direct. J’étais heureux d’apprendre qu’il s’agissait d’Abdelhamid Bouzahir Il ne m’a pas cru quand je lui ai dit que je le connaissais, alors il l’a rappelé pour lui dire qu’il était avec moi et me l’a passé au téléphone longuement, quand il a raccroché il m’a dit « Si Driss je ne connaissais pas la relation étroite qui vous réunit à ce point, il m’a donné à vitre propos ces instructions : « Tout ce que propose Si Driss, tu l’approuves sans réserve et sans hésitation ». Tout cela s’est produit en 1997 même si les relations entre nos deux pays étaient tendues depuis l’assassinat du défunt président Boudiaf en 1992 et la fermeture de la frontière en 1994.
Question : et qui était ce M. Abdelhamid Bouzaher ?
Réponse : il était le Directeur Adjoint du Département des affaires arabes, et à ce titre il a été le chef du premier groupe d’experts algérien à se rendre au Maroc après le retour des relations entre les deux pays au début d’octobre 1988. Par coïncidence, en raison de mes responsabilités au ministère des Affaires étrangères, j’ai été chargé de présider la délégation Marocaine au niveau de cette réunion d’experts lors de cette réunion historique. Sans entrer dans les détails, je vais juste énumérer cet événement lié à notre propos. Lors de la première réunion entre les deux délégations, mon patron immédiat, M. Rafik Hadaoui, directeur général de la coopération internationale, m’a appelé pour me demander si la délégation algérienne savait ce qui se passait dans leur pays.
J’ai répondu par la négative, alors il me parle du violent soulèvement populaire à Alger et ajoute que la plupart des chaînes de TV françaises transmettaient les évènements en direct.
Question: Le soulèvement d’octobre 1988?
Réponse : oui, c’est vrai , c’était le plus grand soulèvement du peuple algérien depuis son indépendance, qui mettra fin au régime en vigueur en Algérie depuis l’indépendance, c’est-à-dire le système de parti unique et la domination du secteur public sur tous les rouages de l’État, où l’Algérie va inaugurer l’ère du multipartisme et du syndicalisme et l’ouverture au système économique libéral ce qui va lors des premières élections pluralistes à l’émergence et à la domination du mouvement islamiste et aux tragédies ultérieures de la décennie noire sanglante.
Question : Avez-vous poursuivi vos séances de travail?
Réponse : Nous étions au début de la première réunion. J’ai demandé une pause pour consulter et j’ai informé le frère Abdelhamid de ce qui se passait et je lui ai bien sûr laissé le droit d’agir concernant la poursuite de nos réunions. Il m’a demandé de suspendre la séance et de les ramener à l’hôtel « Tour Hassan » à la hâte. J’ai accompagné la délégation à l’hôtel et nous avons trouvé M. Abdelhamid Mehri, ambassadeur d’Algérie en train de nous attendre. Devant la perturbation du programme officiel, je leur ai suggéré, après avoir vu sur une chaîne de télévision Français les scènes horribles du soulèvement de masse et de la destruction des installations et l’incendie des institutions de l’État, où un des membres de la délégation, le directeur du commerce , a vu en direct son lieu de travail en feu, de nous rencontrer le soir chez moi pour prendre les contacts nécessaires et procéder aux consultations pour savoir ce qui pouvait être envisagé.
Après le dîner organisé par mon épouse en un temps record après consultation entre les membres de la délégation composée de plus de 30 fonctionnaires dans la plupart des secteurs économiques, culturels et sociaux, ils se sont mis d’accord sur la nécessité de retourner le plus rapidement possible en Algérie. Comme le trafic aérien s’était arrêté, j’ai suggéré qu’ils reviennent à bord des véhicules du ministère jusqu’à la frontière terrestre, et j’ai dû organiser toute la logistique des chauffeurs et du carburant un samedi , en l’absence de responsables de ces aspects pratiques et organisationnels.
Après cette tempête, qui a failli plonger l’Algérie dans un cycle d’instabilité, nous avons repris les réunions au niveau bilatéral et maghrébin et nous sommes devenus une meme équipe avec le frère Abdelhamid, et nous avons organisé la première réunion du Comité maroco-algérien ainsi que des réunions successives dans toutes les capitales des pays du Maghreb pour consulter et rédiger le projet de statut fondamental de l’Union Maghrébine a été approuvé en février 1989 à Marrakech par les chefs des cinq Etats membres.
Je témoigne aujourd’hui que la sympathie exprimée par les membres de la délégation algérienne et de nombreux responsables qui ont participé aux négociations de cette période bénie, y compris M. Belaid Bessayeh, ministre des Affaires étrangères, et avant lui Ahmed Tayeb Brahimi, ont tous agi avec une affection sincère et spontanée, et fait preuve d’une attitude constructive et d’une volonté ferme dans la mise en œuvre des programmes de coopération que nous avions convenus à ce stade.
Question : et que s’est-il passé ensuite ? Qu’est ce qui a fait arrêter ces programmes?
Réponse : A mon avis, le problème réside dans les crises de confiance entre les dirigeants des deux pays. Mais le rétablissement de la relation de confiance entre les deux regrettés Chadli Benjdid et Hassan II nous avons vu ce rapprochement formidable que j’ai mentionné plutot et qui s’est poursuivi avec l’arrivée de Mohamed Boudiaf à la présidence de l’Algérie en 1992 mais après l’assassinat de ce dernier, il y a eu à nouveau un climat de méfiance et toutes les accords antérieurs ont été suspendus.
Question : Y a-t-il une explication au manque de confiance actuel malgré les changements à la tête du pouvoir dans les deux pays ?
Réponse : C’est un sujet fondamental qui est long à expliquer et qui n’est pas l’objet de ce témoignage à l’égard des frères algériens et je suis disposé à exprimer mon opinion à ce sujet à un stade ultérieur, si nécessaire.
Driss Ghali Kettani
Ancien ambassadeur